العلاقات التركية المصرية وتاريخها

تربط كلا البلدين علاقات تجارية وثقافية ودينية وتاريخية قوية. مرت هذه العلاقات بين مصر وتركيا بفترات متقلبة من التقارب والاختلاف، فالعلاقات التركية المصرية هي علاقات ثنائية قديمة، بدأت منذ عام 1925 متمثلة بالقائم بالأعمال، وتحسنت العلاقات بشكل كبير بتاريخ 07/04/1937 حيث تم توقيع معاهدة صداقة بين تركيا ومصر وتحسنت العلاقات أكثر بزيارة قام بها وزير الخارجية التركي توفيق رشدي أراس بمناسبة دخول معاهدة الصداقة حيز التنفيذ بتاريخ 01/04/1938 لترتقي بعدها إلى مستوى التعامل بالسفراء بين البلدين في عام 1948،

وعلى الصعيد التجاري وقّعت تركيا ومصر إتفاقية التجارة الحرة عام 2005،
كما أن تركيا ومصر لهما دور مهم في تشكيل الخارطة السياسية في الشرق الأوسط، مما جعل علاقاتهما السياسية تتسم بالتذبذب، ولاسيما في السنوات الأخيرة نتيجة اختلاف البلدين حول العديد من الملفات المهمة في المنطقة، حيث توترت العلاقات بين تركيا ومصر عام 2013، حيث استدعت أنقرة سفيرها في القاهرة، وهو ما ردت عليه مصر بالمثل، وصولا إلى اعتبار الطرفين سفير كل منهما لدى الآخر شخصاً غير مرغوب به، إلا أن سفارتي البلدين لم تغلقا أبوابهما، واستمرت بالعمل بمستوى تمثيل منخفض طوال الأعوام الثمانية الماضية على المستوى الإستخباراتي فقط. إلا أن هذه التوترات والخلافات إنتهت وبدأت بوادر الرغبة في تحسين العلاقات صادرة عن الدولتين الشقيقتين.

تعود العلاقات بين البلدين نتيجة التواجد التركي التاريخي في مصر والتواجد المصري التاريخي في تركيا
إن الوجود التركي في مصر يتجسد في سببين السبب الأول يعود إلى الحكم العثماني، حيث أن العائلات التركية ما زالت إلى يومنا هذا معروفة وهي من أشهر العائلات في مصر، مثل عائلات قنديل، وبكتاش، وديميرداش، وخورشيد، وخاتون، والملواني، والأناضولي، والأزمرلى، والفرغانى، والخربوطلى، وكثير من العائلات،
والسبب الثاني في الزمن الحديث الذي جعل الأتراك يسافرون إلى مصر للدراسة والتجارة والاستثمار، وكثير من الأسباب وقد تميزت الجالية التركية في مصر بحبها للشعب المصري واحترامها لثقافته العريقة.

إقبال المصريين لتركيا للإستثمار فيها
تجذب الحكومة التركية المستثمرين الأجانب بشكل عام والعرب بشكل خاص ومن ضمن الجنسيات الأكثر إقبالاً للإستثمار في تركيا الجنسية التركية حيث حلَّت الجنسية المصرية خلال الربع الأول من عام 2021 في المرتبة العاشرة ضمن الجنسيات الأكثر شراءً للعقارات في تركيا بإحصائية ذكرتها منصة بيانات الإحصاءات التركية Tuik.

وكانت الحكومة التركية قد أصدرت مؤخراً قراراً يسمح للمستثمرين الأجانب الحصول على الجنسية التركية من خلال شراء عقارات داخل الأراضي التركية بقيمة تتجاوز ال250 ألف دولار أمريكي بعد أن كانت القيمة المطلوبة للحصول على الجنسية التركية هي مليون دولار أمريكي سابقاً.